أشعر بالاختناق
يمنات
شوقي نعمان
ما ذنبي إن كانت العادات و التقاليد لا تسمح بهذا العمل..؟!
و بشرفي لا أبحث عن شهرة بقدر ما انقل لكم الواقع الذي نعيشه..!
نعم أعمل حلاقًا منذُ بداية شهر فبراير..
و ماضي لفتح محل بدعم من أحد الأصدقاء كشراكة بيننا و الذي منعني عن ذكر اسمه مؤقتا..
لكني أقولها بحزن و حسرة لكل اصدقائي .. أنصحكم لا تقوموا بعمل يحتقره أغبياء هذا المجتمع، ليس خوفا أو تحفظا أو ما شابه..
بل لأنكم ستفقدوا الكثير من احبابكم و أصدقائكم و اقربائكم..
أنا أتكلم الواقع و ما اعيشه منذُ بداية شهر فبراير .. و لا اخفيكم حتى الحب الذي تتكلمون عنه سيفر منكم مثلما حدث معي.
و ان لم يكن سيتلاشى رويدا رويدا تحت اعذار و مسميات عدة..
لا أتكلم لأحزنكم و لا أطلب الشفقة و الرحمة و لن أكف عن هذا العمل بعد ان بدأت به بعد مهنة الصحافة التي كادت تحولني إلى شخص مصفق بمبلغ لا يقيني من الجوع..
بل احدثكم كيف أصبح شعوري، أنني شخص وحيد في هذا العالم، و ان الجميع من حولي ينفر و كأنني قاطع طريق…
صحيح انكم اصدقائي في هذا العالم الازرق، لكن هنا ليس كما الواقع الذي يربط البعض بنا..
أذكر قبل شهر كان يجتمع الكثير من أصدقائي و اقربائي يقرؤون تقاريري الاسبوعية في صحفية 26 سبتمبر، و كانوا يثنون عليّ بكلمات المدح و الفخر رغم عدم اكترثي لها..
أما الآن أصبحوا مصابين بفيروس أشد من كورونا، و كأنني ارتكبت ذنب..
أنا لست بحاجة لصداقتهم و حبهم..
لكني احزن حين اشوف هذا السلوك و التعامل يتغير بتغير العمل و المهن.
الآن و بكل حزن اكررها لا تمارسوا أي عمل قبل ان تتخلصوا من هذه العادات التي تقتلنا و تسكر قلوبنا و علاقتنا مع الآخرين..
ما ذنبي ان كانت القبيلة لا تؤمن بهذه المهنة..؟؟
و أي ثقافة هذه التي تجعل الجميع يعاديك بسبب عملك..؟
نعم قد يكون الأمر بالنسبة لكم عادي
لكن بالنسبة لي أشعر بالاختناق و الندم و الحسرة انني في مجتمع كهذا لا يحترم إنسانيتنا و أعمالنا..!
بل اتسأل مع نفسي كيف شعور أصدقائي الحلاقين من نظرة المجتمع لهم، و كيف تحملوا كل هذه القبح طلية كل هذه السنوات..؟
أشعر بالاختناق أقسم لكم..
من حائط الكاتب على الفيسبوك
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا
لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.